المكان: شوارع الأسكندريه
الزمان: صباح الـ 29 من يناير
نزلت إلى الشوارع، مغتبطا بما حققنا من إنتصار على قوات مكافحة الشغب في الليلة السابقه
نزلت لأتنفس نسمات الحرية مع أول صباح يطل علينا بعد أن قولنا لا، وبالقوه
لم يكن هناك مواصلات ولا إتصالات ولا إنترنت، كانت البوهيميه والفوضى المطلقه
أخذت طريقي بإتجاه "القائد إبراهيم" لأصلي الظهر ثم أنضم إلى المظاهرات، لأستمتع بحقي في التعبيرعن رفضي السياسي، بعد أ، إستمتعت بحقي في الرفض العنيف
هدوء عاصف
الشوارع شبه خاليه، المحلات معظمها مغلق، العربيات تكاد تكون منعدمة التواجد
مشيت في طريقي وطلعت من على البحر .. بدأت تظهر بوادر التواجد البشري في المدينه
ناس، مصريين عاديين، على وجوههم إبتسامة العزه، وتألق أولى نسمات الحريه .. أعمار وطبقات وأديان مختلفه، لكن الوجهه واحده: الحريه
على طول الطريق، مدرعات الأمن المركزي المتفجره ومتفحمه زي ما هيه في كل مكان، الطوب المتكسر والقزاز في كل مكان .. المكان أشبه بأرض المعركه
ترفع رأسك إلى سماء المدينه، تلاقي الدخان الأسود لازال بيتصاعد من الأقسام ومباني الحكومه المحترقه
وفي الأيام التاليه لما بدأت الحياه تعود للشوارع، والناس كانت هيه اللي بتحمي وتنظم وتحكم بجد .. أيقنت إن أنا عيشت تجربة الأناركيه الخالصه فترة أسبوعين من الزمن، كان الشعب فيها كل شئ في كل شئ
عيشنا بالفعل، في تلك الفوضى، التي أعشقها
No comments:
Post a Comment