Wednesday, April 11, 2012

يَنْظُرُ إلى المَجْهُولْ

كانت لحظةً من الحُزن؛ أتت بعدها لحظةُ فرحةٍ عارمه
.ثم كان السُكونُ لبُرهه؛ يتبعه لحظاتٌ من الحزنِ الممتد

الصخَبُ من حَولِهِ يملأُ الآفاق؛ الجميعُ في سعاده؛ حتى هوه كان من المُفترض أن يَسعَد
لا يعلم لماذا طغى عليه الحُزن
ربما كان الوحيد اللذي يعلم أن هذهِ السعادةُ تعني تَبَخٌّرَ حُلُمٍ آخر من أحلامهِ أمامَ عينيه
ليس و كأنه لم يكُن يتوقع حدوث هذا؛ ألم يكن يعلم؟
.ربما كان أجبن من أن يَفتَحَ عينيهِ على الحقيقةِ قبل الآن

إنسحب في هدوء و بدأ يبتعد بخطواته عن الجموعِ الصاخبه؛ أصواتهم الهادره اللتي تُنعِشُ روحه تختفي شيئاً فشيئاً
الأصواتُ تَخفُت و تبتَعِد
إقترب من شاطئ البحر؛ وقف فوق صخرةٍ عاليه
ينظرُ إلى المجهُول
وضع يده في جيبه و أخرج منها عُلبة سجائره و بها آخر سيجارتين
ثم أخرج من جيبه الآخر أعواد الثقاب و أشعلها
.كانت رائحة الكبريت في الهواء تبدو كرماد أحلامه اللذي لطالما إشتمه

نَفَسٌ عميقٌ تلو الآخر
يَنظُرُ إلى المجهول
يُعانِقُ حُزنه و ألمه
يُفَكّر
دَمَعَت عيناه
حَزَنَ على حاله
لكنه لم يسمح لتلك الدموع أن تغادر المكان اللذي وُلِدَت فيه
يَكرَهُ أن يبكي؛ يَكرَهُ أن يكون ضعيفاً لأن الضعف ببساطة ليس من شيمه
ثم وضع تلك السيجاره أمام عينيه و نظر إليها لبرهةٍ و هيه تحترق شيئاً فشيئاً بهدوء
شعر أنه ينظر إلى أحلامه اللتي ضاعت أمام عينيه مرةً تلو الأخرى
أراد أن يمنع أحلامه من أن تحترق
لم يكن هناك حل سوا أن يمسكها بيديه متحملاً الألم من أجلها
.لكنه كان أجبن من ذلك

كانت آخر سيجارةٍ في علبته؛
عندما بدأ يتذكر كم يكره السجائر
و أنتبه لأن دموعه بدأت تجف في عينيه
ثم تذكر كلماتها له؛
شعر بكم هو غبيٌ ليترك نفسه يفشل
فأرسل بصره إلى البحر
و قرر في نفسه؛ أنه لن يتخلى عن المزيد من الأحلام
ثم ألقى بتلك السيجارة اللتي تحرق أحلامه بعيدا لتتفتت في أمواج البحر العاتيه
.و حمل خطواته المتثاقله مبتعداً عن المكان

No comments:

Post a Comment