Saturday, February 5, 2011

ماحدث في جمعة الغضب

إسكندريه مش خواجات.. حررنا الساحل في 6 ساعات



هنصلي الجمعه فين النهارده؟؟

سؤال كان هوه اللي بيدور في أذهان جميع المصريين بلا إستثناء في صبيحة اليوم ده

يوم 28 يناير.. جمعة الغضب

نزلت من البيت الساعه 10 صباحا، عشان أتوجه للمكان اللي هنبدأ منه ثورة الغضب

المكان.. جامع سيدي بشر

الإمام بيخطب تحت ضغوط رهيبه من جبابرة النظام الفاسد

لدرجة إن الإمام أختنق صوته بالدموع في الخطبه وهوه بيقول أكتر من مره: فتوكلوا على الله.. توكلوا على الله

وبدأ الركعه الأولى بآيه ليها معاني رهيبه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{

ومع نهاية الصلاه، وبمجرد ماسلم الإمام.. إنطلقت الهتافات تجلجل في أرجاء الجامع الكبير: الشعب.. يريد.. إسقاط النظام

وخرجت الجموع الحاشده تهتف أمام الجامع.. لتظهر كالعاده قوات الأمن المركزي والمدرعات

وبدأوا مباشرة في إلقاء القنابل المسيله للدموع دون نقاش.. ولكن مع الإختلاف هذه المره

الناس مابقيتش تخاف.. بيبعدوا لحد ما أثر الغاز يروح، وبعدها يجمعوا نفسهم ويرجعوا تاني

وبعد ماجمعنا نفسنا تاني، إنطلقنا في مسيرتنا في شارع أبو قير

مسيره ضخمه..كل ما نمشي 2 كيلو، ينضملنا الآلاف من الشوارع الجانبيه والمناطق المجاوره

حتى ظهرت عقبه جديده.. صف من جنود الأمن المركزي والمدرعات

وفجأه.. الظابط قائد الوحده بيصرخ والدموع في عينه وفي مشهد غير متوقع: وسعوا السكه، ماتضربوش حد، وسعوا السكه

لتستمر المسيره "السلميه" حتى وصلنا لمبنى قسم باب شرق

أكبر وأوسخ قسم في مصر.. وعلى العكس من كل الأقسام الأخرى

بدأ الظباط والعساكر والمخبرين في قصف المتظاهرين من سطح القسم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيله للدموع والطوب والقزايز

مما أثار حنق المتظاهرين وزاد من حدة غضبهم على النظام

فبدأ المتظاهرين في حمل قوالب الطوب وقصف القسم بالحجاره وإلقاء القنابل على القسم مره أخرى

وإستمرت المعركه لمدة مايقرب من الساعه، لإسقاط آخر قلعه من قلاع الظلم والطغيان في الأسكندريه

خصوصا بعد ما بدأت توصلنا الأخبار إن كل أقسام إسكندريه الأخرى سقطت حتى مبنى المحافظه

وفي النهايه إستطعنا إقتحام القسم وإشعال النار فيه، بعد أن فرغة ذخيرة حماته

وإستمرت بعدها المسيره في الشوارع بحثا عن قوات قمع الشعب، ولكننا لم نجد أحد

لأجد نفسي أصرخ بهيستيريه: إسكندريه حره، إسكندريه حره ياجدعان

ومامرش وقت طويل، لحد مابدأت المجنزرات ودبابات وقوات الجيش في النزول للشوارع إعلانا لحظر التجول

والمصريين فرحانين بيهم.. وأنا بقول لواحد من أفراد الجيش: إنتوا حررتوا سيناء في 6 ساعات، وإحنا برضو حررنا الساحل في 6 ساعات

ماشي في الشوارع بغني:

منك يارب طلبنا الحما
من عيون كل البشر
بيحسدونا في حب الوطن
أجمل حكايه كتبها القدر

هتلقونا ديما معاه
عايشين لإسمه طول الحياه
بنضحي ليه.. أوليه أوليه أولييه أوليييه

No comments:

Post a Comment